تحقيق صحفي عن الضبط الاجتماعي

الضبط الاجتماعى ( مبدأ الثواب والعقاب )
إن الضبط الاجتماعى يشير إلى معانى التوجيه والإرشاد والبث للقيم والمعتقدات المرغوبة فى إطار الدور الذى تقوم به مؤسسات التربية والتثقيف ، وأنه مجموعة العمليات والوسائل التى تلجأ إليها الجماعة للتحكم فى حالات الانحراف عن المعايير التى تواضعت عليها وأن كل ما يعتبر وسيلة من وسائل تنظيم السلوك يعتبر فى الوقت ذاته أداة من أدوات الضبط . وكأداة تربوية يؤيدها البعض ولكن يرفضه البعض الآخر لأن
عواقبه غير مأمونة لاستغلاله استغلالا سيئا
مبدأ الثواب و العقاب
ومن واقع خبراتهم يقول الأستاذ / ...........( مدير مدرسة ................) عن مبدأ الثواب العقاب هل يجدي في تطبيقه بين التلاميذ ؟ و كيف يمكن تطبيق هذا المبدأ دون إلحاق الضرر بالتلاميذ ؟
قال سيادته : نعم بالطبع له فوائد كثيرة لأن المدرسة مجتمع موجه لأهداف مرتبطة بالمجتمع الذى نحيا فيه وهى أن تقوم بتربية الأشخاص وفق القواعد والقيم والمعايير التى تسود المجتمع الذى نعيش فيه ، وفي أثناء التفاعل الاجتماعي بين الطلاب وبعضهم ، وبينهم وبين معلميهم ، فمن المتوقع أن تبرز مشكلات قد تعرقل سير العملية التعليمية ، وتخرج عن النظام وانتهاك القواعد الأخلاقية في المجتمع المدرسي ولذلك فإن الحاجة تبدو ملحة لوجود نوع من الضبط الأخلاقي الاجتماعي والأخذ بالقواعد والقوانين والمعايير التي تعيد التوازن ، وتصحيح مسار من يخرج علي النظام والتقاليد
وأضاف سيادته : لابد أن يكون هناك وسيلة بديلة عن العقوبة البدنية وهى أن نعامل المخطئ بطريقة مغايرة للطريقة التى نعامل بها الأشخاص الذين نقدرهم . فقد يكون الحرمان من اللعب مثلا وسيلة محققة عقابية وينبغي ألا توقع العقوبة فى حالة غضب من جانب المعلم أو غيره ممن له حق توقيعها .

موقف أولياء الأمور عن مبدأ الثواب والعقاب للطلاب
تقول الأستاذة / .................... الأخصائية الاجتماعية بالمدرسة "
إن أكثر أولياء الأمور يتفهمون قيمة العقاب الذى يوجه إلى أبنائهم على الأخطاء التى ينبغى أن نعاقب عليها المخطئ لأنه بذلك يساعدهم على تفهم الوضع الصحيح والموقف السليم للتعامل مع الآخرين لأن المدرسة فيها قيم تربوية عظيمة بالإضافة إلى القيم التعليمية والتثقيفية
موقف الطلاب من تنفيذ الثواب والعقاب عليهم
فأضافت سيادتها : فى البداية يشعر الطالب بأنه مظلوم وأنه على حق لأنه بإدراكه القاصر لا يستطيع أن يصل إلى الحقيقة ، ولكن بعد فترة وجيزة يدرك أنه بالفعل قد أخطأ ويستحق هذا العقاب ولولاه لتمادى فى الخطأ ووقعت أمور لا يحمد عقباها فى النهاية

المعلم القدوة
وعن نفس الموضوع يتفق مع هذا الرأى الأستاذ / .................... . مدرس ( لغة عربية ) معلقا
على ذلك بقوله إن التربية بالقدوة والموعظة الحسنة هى أفضل الأساليب التربوية التى يمكن أن تتبعها المدرسة تحقيقا لأهدافها فى الضبط الاجتماعى
والمعلم القدوة يجب أن يجتمع فيه الفكر الناضج والسلوك القويم ، القول والفعل ، الحرية والمسئولية ، والمعلم بصفة عامة يجب أن يتمسك بالقيم الاجتماعية والأخلاقية وحينما يحترم روح النظام ويطبق القانون فهو إنما يحقق فى طلابه الالتزام الواعى بمفهوم الضبط الاجتماعى . فشخصية المعلم لها أثر عظيم فى عقول الطلاب ونفوسهم إذا يتأثرون بمظهره وشكله وحركاته وسكناته وألفاظه التى تصدر عنه وسلوكه الذى يبدر منه وهنا يظهر المعلم الذى تجمعت فيه عدة أشخاص كل منهم قدوة ومثل ونموذج : ـ
قدوة الأخلاقية فى القول والسلوك ـ قدوة الإتقانية فى العمل والمسئولية ـ قدوة التواضع فى حمل رسالة العلم ـ قدوة النزاهة والعدالة فى الحكم بين الطلاب ـ قدوة الهداية بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ـ قدوة التسامح والتوقير للرأى المعارض ـ قدوة العفو والصفح عند المقدرة
إرساء قواعد النظام والضبط بين الطلاب
ومن رأى قيادات التعليم فى تطبيق مبدأ الثواب والعقاب فى المجتمع المدرسي ؟
يتفق مع هذا الرأى الأستاذ /..................... ( موجه اللغة العربية ) بإدارة .... التعليمية
أضاف سيادته : إن التربية فى الإسلام تنهض برسالة الضابط الاجتماعى أن تستهدى بالقرآن والسنة وتتجه إلى غرس مبادئ الطاعة وتكوين الضمير الذى يوجه سلوك الإنسان فى المجتمع وتتراوح أساليب التربية فى ذلك بين التوجيه والإرشاد والموعظة والقدوة وإنزال العقوبة لمن يخرج عن الجماعة التربوية ، ويتميز الفكر التربوى بين نوعين من النظام ( أ ) النظام الذى ينبع من ذات الفرد وهى فكرة راقية لأنها تضم فى ثناياها
مجموعة من القيم المعبرة عن تفرد الشخصية وامتيازها وشجاعتها وهى الوصول بالمتعلمين إلى احترام القواعد والقوانين والمعايير السائدة فى المجتمع بوازع داخلى بدلا من فضها عليهم فالنظام يعبر عن تكوين المجتمع وبنائه الداخلى ، فالطالب حين يحترم القواعد المدرسية يتدرب على احترام القواعد بوجه عام ويكتسب عادة التحكم فى غرائزه وكبح جماح نفسه (ب) النظام المفروض والموضوع من خارج الفرد : إن وظيفة النظام الحقيقية ليست مجرد وسيلة تهدف لحث الطلاب على العمل فى هدوء أو لتحريك رغبة نحو التعلم أو للحرص على عدم إرهاق المعلم ولكنه أداة ضرورية لإرساء دعائم التربية الأخلاقية . والمعلم هو المسئول الأول أمام الهيئة التربوية والاجتماعية عن حفظ النظام وصيانته ولابد أن يتصف بصفات شخصية تؤهله لهذا الدور مثل التصميم والحزم وقوة الإرادة .
وفى النهاية نقول : لو وجدنا المعلم الجيد ذو الشخصية القوية والذى يتميز بالذكاء والموضوعية والعدل والحزم والتعاون والميل الاجتماعى ، والذى يتعامل مع طلابه بطريقة ديمقراطية، لاستطعنا أن نوفر درجة من الضبط الاجتماعى داخل الفصل وفى المدرسة ذلك حتى يمكن تنظيم أنشطة المدرسة وضمان انتظام الطلاب أثناء العملية التربوية على أن يكون هذا النظام بعيدا عن استخدام العقاب البدنى . وهى تحتل مكانة
خاصة فى العملية التعليمية لأننا نحتاج إلى مربين مسئولين عن تقويم الطلاب بطريقة تشخيصية علاجية هدفها دفع نمو الطلاب ومساعدتهم .