من الأسئلة التي تدور في ذهن الناس اليوم , ما هي أسباب الأمراض المرتبطة بالمدنية في الدول المتقدمة اليوم ؟ أمراض إرتفاع ضغط الدم ؟ أمراض القلب ؟ السرطانات جميعها ؟ أمراض القوام ؟ وغيرها . لقد وجد العلماء حديثاً بأن القوام الضعيف هو من أهم أسباب الإصابة بالعديد من الأمراض , حيث أن جسم الإنسان السليم يعني بأن هذا الجسم يضمن توازن وظيفي حركي من جميع الجوانب , حيث أن إتزان الجسم بواسطة قوامه السليم يسمح للجهاز العضلي العصبي بالعمل بشكل طبيعي سليم , ويحفظ الجسم من الأضرار أو اللإصابات المحتملة ويحافظ على الوظائف الحيوية للجسم بشكل أفضل . المشكلة تكمن في الإنسان اليوم الذي نسى أهمية المحافظة على جسمه وقوامه وتقوية لياقته البدنية فأصبح سريعاً ما يقع تحت تأثير ضغوط الحياة والعمل التي يعيشها . فعلى سبيل المثال هنا علاقة بين ضعف صحة القوام ومستوى الإصابة بالعديد من الأمراض مثل : • التهاب المفاصل • آلام الظهر المزمن • آلام الصدر • الإضطرابات الهضمية • إضطرابات النظر • عدم إتزان عمل الغدد والهورمونات • التعب والإعياء المستمر • العسر وإضطرابات الأمعاء • أوجاع الرأس • هبوط فعالية المناعة الجسمية • آلام المفاصل • آلام الكليتين • آلام جهاز الذكورة • آلام وتشنجات العضلات • آلام الرقبة • السمنة • مشاكل التنفس • تسوس الأسنان • مشاكل المسالك البولية لذلك فأن إنشغال الإنسان بالحياة العصرية ومتطلباتها قد أنساه بأن معظم المشاكل الصحية والآلام اليومية التي قد يشعر بها هي نتيجة تأثيرات سببها القوام الضعيف أكثر من سببها الأمراض نفسها . لذلك سوف يلجأ الإنسان إلى الطبيب والدواء لأجل التخلص من هذه الأعراض المرضية , أو يلجأ إلى العلاج الطبيعي كالمساج , أو العلاج بالوخز بالأبر أو أي نوع آخر من طرق العلاج التي تؤثر وقتياً على إراحة الإنسان من مثل هذه الآلام . ولكن علاج المشكلة الحقيقية لم يتم بعد وغالباً ما تعود مثل هذه الآلام مرة أخرى وهكذا . لذلك فأن العقاقير والعلاجات الأخرى سوف لن توقف دورة الآلام التي سوف تتكرر في حياة الإنسان ويعاني منها بين حين وآخر , ما لم يعالج السبب الرئيس لهذه الأعراض . لذلك يجب علينا البدء من جذور المشكلة ! لماذا يعاني الإنسان من ضعف القوام الجسمي ؟ أي ضعف الحياة بكلمة واحدة فقط ! فحياة الإنسان تقع في جسمه مجازاً ! حيث أن تجهيز أجسامنا بكفايتها من الأنشطة والفعاليات البدنية , بالماء والغذاء ويمكن أن نوفر كل ما يحتاجه الجسم من ضروريات الحياة . ومن ناحية أخرى إذا ما زودنا الجسم بالوقود الخاطيء فسوف يفشل بالحركة المطلوبة وهذا يشابه السيارة أو الماكنة التي تعمل بالوقود . لقد خلق الإنسان وجسمه يعمل كالماكنه , فكل جهاز من أجهزة جسمنا يحتاج أن يعمل لكي يساعد في دورة الحياة , وفي إنتاج الطاقة لكي تبقى عظامنا وعضلاتنا قوية بشكل كافي كي نتغلب على قوة الجاذبية ونستطيع الوقوف بإنتصاب القامة , وبدون الحركة والنشاط تتغلب علينا هذه الجاذبية . وعندما تشاهد شخصاً ضعيف التكوين الجسمي أو ضعيف البنية الجسمية , سوف تلاحظ حالة تغلب الجاذبية عليه , وهي عدم إنتصاب القامة أي بدلاً من الوقوف بإستقامة الجسم تماماً , ميلان الرأس للأمام أكثر وكذلك تدوير الأكتاف للأمام مع تقوس الظهر للأمام , كما تشاهد بأن كل مفاصل جسمه في وضع غير طبيعي . لذلك علينا أن نتحرك أكثر لكي نعمل على تقوية عضلاتنا التي تقاوم جاذبية الأرض على أجسامنا وتسبب مثل تلك التشوهات القوامية . وقد يبدوا سهلاً البدء بالتدريب ! أو قد تقول بأن ذلك غير ممكن , وهناك معوقات كثيرة للبدء ببرنامج إصلاحي للقوام الضعيف . أول تلك المشاكل هي مشكلة تنفيذ تمرينات قوة تقود إلى تقوية العضلات القوية نفسها ,وهذا يعني بأن البرنامج سوف لن يتناول تقوية العضلات التي تساعد على تصحيح القوام تماماً . ثم هناك مشكلة أخرى وهي أن بأن جسمك يعمل وفق برنامج حركي معين , وهو أن الأوامر إلى العضلات تنطلق من الدماغ أولاً وهي تنتقل بواسطة الأعصاب إلى العضلات التي ترغب في تنفيذ حركة بواسطتها , وهذه تشابه إلى درجة معينة عملية قيادة سيارة أوتوماتيك وصعوبة تغيير القيادة إلى سيارة تبديلها يدوي , ولكن هذا التغير لا يعد مستحيلاً . المهم أن تجد الشخص المختص الذي يستطيع ارشادك إلى طرق تقويم القوام بشكل صحيح . غالباً ما يكون من الأشخاص المختصين بالعلاج الطبيعي , أو من إختصاص العظام والمفاصل , أو من المختصين باللياقة البدنية والطب الرياضي . أن هؤلاء المختصين المحترفين سوف يحددون العضلات والمفاصل والإنحرافات والتشوهات الحاصلة للقوام , ويضعون البرنامج التقويمي للعلاج الطبيعي المطلوب والذي سوف يشمل تمارين المرونة والإطالة لبعض العضلات , وتمارين التقوية للعضلات الضعيفة الأخرى وهكذا . نتائج البرامج العلاجية ليست قصيرة كما يتوقع الغالبية من الناس , لقد حصل بعض الأفراد على نتائج جيدة بعد عدة أشهر من العلاج وتخلصوا من الآلام التي كانت عندهم لسنوات طويلة وكان السبب هو تعديل وتصحيح القوام ورفع مستوى الطاقة والنغمة العضلية لديهم . أما إذا رغبت بالبدء بتطبيق برنامج تقويمي بنفسك سوف تجد بعض الصعوبة , ولكن حاول أن تتبع هذه القوانين الخمسة البسيطة : • حاول زيادة المجال الحركي للمفاصل جراء تطبيق تمارين المرونة والإطالة للمجاميع العضلية الشادة . وغالباً ما تكون العضلات الأمامية للجسم . • إستخدم التمارين الثابتة لأجل مساعدة جعل المفاصل في وضعها الجديد . حاول تعلم تكنيك بعض الحركات الخاصة برياضات مثل اليوغا والتايتشي , وإحذر من الإنخراط في مثل هذه الرياضات لأنها ليست جميعها مناسبة لتعديل القوام . • حاول ان تمارس تمارين القوة يومياً ضمن البرنامج التقويمي , وخاصة التمارين الخاصة بعضلات الظهر والبطن والجنبين . • إستخدم التمارين المتحركة من أوضاع الوقوف كتمارين الدفع والسحب والإنحناء الأمامي والخلفي وتمارين لف الجذع مع المحافظة على التوازن , وهذه التمارين الحرة أكثر فائدة من التمارين على الأجهزة . • فكر بالوقت الآخر من اليوم أي غير وقت التدريب , إذ أن ساعة تدريب واحدة باليوم غير كافية تماماً لتصحيح القوام جيداً , حيث أن عملية تعديل القوام يجب أن تبقى مستمرة خلال اليوم وتتطلب جهداً كبيراً من المرضى , فعلى سبيل المثال وضع الجلوس أثناء العمل والراحة , وضع الجسم أثناء المشي والحركة وجميع أوقات الحياة اليومية .